croque-mort عربي مبتدىء
عدد الرسائل : 20 المغرب السٌّمعَة : 0 نقاط النشاط : 0
| موضوع: الثعلب وحماة الغابة الإثنين نوفمبر 05, 2007 5:49 am | |
| خرج الثعلب في صباح أحد الأيام المشرقة , كان كل شيء مشرق إلا وجدانه , فقد ملأ الغل والحسد قلبه نحو كل من يسكن الغابة , فلم تعرف السعادة طريقا إليه , فتراه حزينا مهموما إذا رأى احد يضحك!! ويتكدر مزاجه أيما تكدر إذا بصر ألفة ومحبة بين ساكني الغابة ! ومابرحت علامات الغيظ والحنق خاطره ، فارتسمت بل طبعت على محياه لا تفارقه أبدا.
وأثناء سيره في ذلك الصباح , إذا به يتوقف ويتسمر في مكانه ساكنا بلا حراك! فلو وضعت عشاً فوق رأسه حينها لارتمت عليه طيور الكرى مقيمة فيه, فيا له من أمر جلل بصرته عيناه ! أمر هو الأكثر تكديرا وجلبا للهم والغم لنفسه .
فلقد رأى حماة الغابة وشجعانها وقرة أعين ساكنيها,إنهم الأسد والنمر والصقر الأمر الذي استغربه الثعلب هنا وزاد من غله وضاعف من حقده , هو أنهم مجتمعون اليوم الثلاثة معاً, فمن المعروف والمتعارف عنهم أنهم نادرا ما يلتقون ببعضهم البعض ! وليس ذلك إلا لكبر مسؤولياتهم , وعظم الأعباء التي يحملونها على أكتافهم.
أدى هذا المصاب الجلل والخطب العظيم إلى تفجربراكين الغضب واشتعال نيران الحقد و هيجان رياح الغل في نفس الثعلب, التي ما فتىء محاولا اخفاءها ولكن دون جدوى , فالطبع يغلب التطبع
بدأ عندها يحدث نفسه وتحدثه بعبارات اختلجت في صدره واختمرت في فؤاده لا يستطيع إخراجها خوفا ولا إظهارها جبنا . عبارات مثل (آه.. يا غضبي.. يا ليتني مت قبل هذا ) وغيرها و غيرها الكثير من الكلمات التي إن دلت على شيء فإنماتدل على أن الأمر قد استفحل في جوف الثعلب واستشرى في باطنه , وأن كل محاولة لاستدراك الوضع مصيرهاالفشل والفشل المؤكد .
يمشي الثعلب بهدوء الذليل , وسكينة المهان , منكساً رأسه مارا بجانب الحماة الثلاثة , وأثناء مروره بجانبهم , إذ بالثلاثة معا يشيحون عن النظر إليه ويصرفون أبصارهم عنه ، بصمت الواثق من تصرفاته . ثم لاحت ابتسامات على وجوههم , إنهاابتسامات السخرية , التي منعها من البلوغ مبلغ الضح أخلاقهم الرفيعة , ومبادئهم السامية التي عليها يحافظون ما داموا أحياء يرزقون
بعد أن تجاوزهم الثعلب, وابتعد عنهم ، سيطرت حالة الثعلب المحزنة على تفكيرهم وإذ بالأسد يقول:مسكين هذاالثعلب! .
يسدل الليل ستاره, وينام الجميع مطمئنين ساكنين , الا ان هناك من لم يعرف النوم طريقا الى مقلتيه , وظلت جفونه متفتحة , انه الثعلب وهل غيره؟!
نعم لقد منعه ماشاهد اليوم صباحا من النوم , منعت احقاده عينيه من النوم وجسمه من الراحة , وظل طوال الليل الا قليلا منه وهو يفكر ويفكر ,ولسان حاله يقول الا ليت فكرة تطرق اذهاني و استطيع بها ان افرق جمعهم ) ويقصد جمع الحماة الثلاثة
بعد تفكير طويل وتدبير محكم , فجأة ,,يتوقف عن التفكير وتلوح ابتسامة شريرة على محياه , لقد وجدها , نعم لقد وجد ظالته , وجد تلك الفكرة التي سيقضي بها على الصفاء وسيدمر بها الاخوة والمحبة بين الحماة الثلاثة.
بعد ان وجد مايبحث عنه في خبايا تفكيره , زاد قلقه وتضاعف نصب جسمه, ونسي النوم فلم يعد يذكره, تصارعت ظنون التفاؤل والخوف في نفسه , لقد استبشر بداية ولكنه الان خائف , خائف من يكشف ويفضح على رؤوس الاشهاد , وان حدث وبانت فعلته , فيا للعقاب , يا للعقاب
استطاع بعدها وبصعوبة بالغة ان يقنع نفسه قائلا :-(حتى ولو فشلت فساهرب على الفور وافر بجلدي خارج الغابة , وأتخفى عن انظار القوم).
يا لمرضك ايها الثعلب , يا لقبح سريرتك وسوء بطانتك
ياتي الصباح اخيرا و فتشرق الشمس معلنة يوما جديدا على مخلوقات الغابة , الكل يخرج نشيطا مستبشرا لعله يعثر على رزق كتبه الله له , لكن احد تلك المخلوقات خرج كسولا , وقد غزاه الارهاق , والترنح واضح عيان عليه , انه الثعلب الذي خاصمت عيناه النوم ليلة الامس .
يله من قلق رهيب وتوتر شديد يحس به الثعلب في هذه اللحظات التي قد تغير مسار حياته , فقد ازف الموعد وحانت ساعة التنفيذ
استرجع الثعلب قواه وقوى عزيمته شاحذا همته , استعدادا للمقبل , واي مقبل , واي مقبل.
الغزال, ذلك المخلوق الذي تميز عن باقي قاطني الغابة بطيبته الكبيرة , وعطفه اللامتناهي على كل من يسكن الغابة , حتى ولو كان الد اعدائه , وكان بدوره قد فرض الاحترام والتقدير من كل سكان الغابة , لاخلاقه الرائعة واعماله الناصعة , وكغيره من المخلوقات التي خلق الله , وكتب النهار معاشا , يخرج الغزال صباحا, باحثا عما قدره الله له من رزق ومعونة
اثناء مضيه في طريقه , مر الغزال باحد الاشجار الكبيرة , وفجأة يجد الثعلب ملقى اسفلها واهات الالم لاتفارق ثغره
ركض الغزال مسرعا محاولا مساعدة الثعلب ,ثم يحدث مالم يكن على البال واردا , يسقط الغزال ارضا, ويتألم ألما شديدا , وعندما يشيح بنظره الى قدمه , اذا به يراها وقد كبلت بشرك من شراك الصيادين, ويزداد الم الغزال ,والدم يثغب منه بغزارة
لكن ماحدث بعدها كان اشد عجبة!! , اذ انتفض الثعلب من مكانه وقد اختفت الاهات التي كان يصدرها, وحلت محلها ابتسامة خبيثة على ثغره
يرى الغزال الثعلب فيذهل ايما ذهول!,بل وكاد ان ينسى الالم الذي يعصف به , من شدة استغرابه لما حدث للثعلب, وهو يقول(اي الغزال) والالم لايبارحه ظاهرا على ملامح وجهه:-(ولكن؟؟؟؟ كيف؟؟؟!!!) .
يبدا الثعلب بالمشي مشية الوحش على فريسته حول الغزال وهو يقول له:-( ايها المغفل....قل لي هل نفعتك طيبتك؟ أو أغناك خلقك عما أصابك الان؟..اعلم انك ان كنت حملا اكلتك الذئاب, وان كنت ذئبا غلبتك السباع,وأن كنت سبعا خدعتك الثعالب والضباع,فلانصيب لقوة ولا لأخلاق , بل مكر وخديعة ونفاق)
يترك الثعلب الغزال هنيهة من الوقت, ويعود بعدها وقد جلب كم من اوراق متساقطة وجذوع متناثرة.و مغطيا بها الشرك الذي اصاب الغزال في مقتل, واثناء ذلك يتفاجأ الثعلب بوجود شرك اخر قريب من الاول فيغطيه كذلك , كل هذا والغزال يتأوه الما , بين الغيبوبة والاستيقاظ
يكمل الثعلب تغطية الشركين, فيصبحان غير منظورين , لكل من له عين, ثم يعدو مسرعا , في طريق علمه سابقا, فيسرع ويسرع حتى وجد ضالته, انه النمر.
تفاجأ النمر بقدوم الثعلب في هذا الوقت المبكر من الصباح.خصوصا ان قدومه ليس طبيعيا البتة , فقد جاء الثعلب راكضا مفزوعا
و اقترب الثعلب من النمر وعلامات الفجيعة والخوف قد ارتسمت على محياه صارخا في وجهه:-( ايها النمر .. الغوث الغوث..انجد الغزال على عجل فقد اصيب بضربة من صياد وهو الان بين الحياة والممات)
من عادة النمر الحكمة , فلايصدق كل مايقال له , خصوصا ان كان القائل الثعلب, ولكن الامر استثناء , والمقام مقام هيعة لاتفكير فيها , فالمسألة ليست حل منازعات , او فض اشتباكات بين قاطني الغابة , انما هي مسألة حياة أو موت, فلاوقت لتفكير ولاتدبير , بل غوث لا ابطاء فيه
يركض النمر نحو المكان الذي اخبره عنه الثعلب,وهو يسرع الخطى بلا فتور ولانفور.
بعد ابتعاد النمر عن الثعلب, يمضي الاخير بلا تأخير مسرعا نحو وجهته التالية, فيأتي الى جذع شجرة حاد الملمس فيجرح رجله الامامية , ويضع على الجرح شعيرات كان قد تحصل عليها من جلد النمر دون ان يدري , فقد كانت معمعة فلم يستطع النمر التركيز حين خاطبه الثعلب.
بعدها يترك الثعلب الجذع ويمضي الى وجهته الحاسمة التي ستحدد مصيره , فيركض بسرعة مهولة نحو الاسد , فيجده بعد مسافة قليلة من الركض , وأذا به يرتمي بين يدي الاسد قائلا له وقد ارجع ملامح الخوف والفجيعة التي اصطنعها امام النمر الى محياه وهو يخاطب الاسد صارخا:-(ايها الاسد.... يامن كلفت بحماية الغابة وتولي امور ساكنيها , الغوث , الغوث,قبل قليل حصل امر امام ناظري يصعب قوله فضلا عن تصديقه, لقد شاهدت صاحبك النمر وهو يثب على الغزال المسكين محاولا افتراسه!!)
بانت ملامح التكذيب على وجه الاسد , لكنه تكذيب امتزج بمسحة من تصديق , اذ ان حال الثعلب بائس ولابد انه شاهد ما لايسره بالفعل.
لاحظ الثعلب تكذيب الاسد فقد ران على وجهه ظاهرا , فتدارك الموقف قائلاانظر بعينك مافعل النمر بي وانا احاول منعه ) وأذا يالثعلب يكشف ساقه التي جرحها للاسد , موهما اياه انها من فعل النمر هناك بدأ تصديق الثعلب يتغلب على تكذيبه في نفس الاسد
, فقام من فوره دون ان تنبت شفتاه بحرف واحد , راكضا نحو المكان الذي اخبره الثعلب عنه, واأثناء ركضه , كانت افكار الشك واليقين تتصارع في عقل الأسد , اذ كان يحدث نفسه ( كيف يمكن للنمر ان يفعل مثل هذا الامر المقزز,, اوليس مكلف هو بحماية الغزال ؟ افيفترسه ؟؟!!)
وظلت تلكم الافكار في شد وجذب , حتى بصر الاسد بالنمر وهو يجري نحو الغزال, هناك انتصرت دواعي اليقين في نفس الاسد وعقله,وتأكد في قرارة نفسه ان ماقال الثعلب كان حق صراح, يهرع الاسد مسرعا نحو النمر محاولا ابعاده عن الغزال مهما كلفه من الثمن ,أماالنمرفقد كان بدوره يسرع الخطى لكي يصل الى الغزال لينقذه.
ينقض الأسد على النمر بمخالبه في حركة تفاجأ بها النمر بل صعق!!,فيسقط النمر هنيهة من الوقت وهو مستغرب مما فعل صاحبه الاسد ومتألم مما احدثته مخالبه به في أن واحد!!
لكن النمر وهو في الارض طريح, اشاح بوجهه تلقاء الغزال فوجده يعاني اشد معاناة , وقد قارب أن يفارق الحياة ,, لهول الأصابة وغزارة الدم الذي سال من قدميه. حينها اثر النمر أنقاذ الغزال على الالتفات الى صاحبه الاسد (غريب الاطوار).
يتغلب النمر على اوجاعه , يسيرنحو الغزال, فلم يستطيع الركض وقد اثخنه الجرح . يمضي الاسد نحو النمر ظانا انه قد رفع قلمه وصارت شهوة القتل سيدة على نفسه , فيقفز الاسد على النمر غارسا مخالبه في لحمه , فصاح النمر مصدرا ضرضرة هزت ارجاء الغابة من شدة الالم , حينها فقد تركيزه , واصبح دفع شر الاسد امرا ملحا عنده,فأنقض على الاسد ونشبت بين الاثنين معركة حامية الوطيس .
اثناء هذا , يعدو الثعلب مسرعا محاولا ايجاد الصقر باي وسيلة ممكنة, فلابد من وجوده لكي تكتمل الحلقة ,وتحكم الخطة.
ماهي الا مسافة كقاب قوسين او ادنى , حتى يرى الثعلب الصقر حائما في السماء . وتقع عيني الصقر على الثعلب وقد بدت عليه علامات الفزع والفجيعة,فيقول له: ( ايها الصقر .. انجد الغزال , فصاحبيك يحاولان افتراسه..وان كنت لاتصدق كلامي فانظر امامك واحكم بنفسك).
وبالفعل يلمح الصقر صاحبيه الاسد والنمر على مقربة منه وهما يتقاتلان والغزال مطروح بجانبهما ويصدق الصقر كلام الثعلب , فترتعد فرائسه وتنتفض بنات افكاره قائلا ياربي ... مالذي يحدث؟؟...هل جن الاسد والنمر ).
ويطير متجها للغزال كالسهم الخارق, , محاولا انقاذه من مخالب الاسد والنمر فيرى الأسد الذي أثخنته الجراح والمته الكلوم, يرى الصقر وهو ينقض على الغزال , فيظن , بل ويجزم انه متعاون ومتامر مع النمر على قتل الغزال المسكين.
فيثب الاسد على الصقر بما تبقى له من قوة , فيفتك بالصقر ويخر الاخير صريعا من فوره ثم ينتفض النمر الذي اقعدته الجراح بعدما راى الاسد وقد قتل صاحبه الصقر , فيهجم على الاسد باخر مالديه من قوة ويغرس مخالبه في ظهر الأسد, ويلتفت الاسد نحوه ويغرس هو مخالبه ايضا في وجهه, وتعزف اخر الحان القتال المحتدم بينهما .
بعدها يلفظ الأسد والنمر أخر انفاسهما , فيودعان الحياة متصارعين متقاتلين مع بعضهما البعض في ذلك الوقت وأثناء المعمعة الجارية والمعركة المحتدمة , كان الثعلب بعيدا يخشى الاقتراب, وزاد في خوفه ورعبه ان الاصوات التي كان يسمعها قد انقطعت, واطبق هدوء على المكان,فبدأ يحدث نفسه:-(يا الهي...مالذي جرى هناك ....ياليتني اعرف......اتراهم تصالحوا فأنقطعت اصوات العراك يا الهي ليتني اعرف ماذا يحدث هناك).
يتسلل الثعلب بحذر وخفاء نحو ارض النزال وصعوبة لم يعهد لها مثيل , فقدماه ثقيلتان لاتستطيعان مشيا لشدة رهبته وهلعه من قادم الامور , رعباافترس وجدانه افتراسا , ثم ينظر النظرة التي بحق ستحدد مصيره
فاما تقاتلوا حتى الموت , فيسعد, وأما تصالحوا وتصافوا فيهلك
, فيجد الحماة الثلاثة ممددون أرضا مصروعين تحت الشجرة والدماء حولهم برك غزيرة , وانهار تجري .
اصاب الثعلب ذهولا لم يحسه من قبل في حياته , ذهول مهول ممزوج بنفحة من فرح وغبطة واستبشار, ويقترب الثعلب رويدا رويدا من الجثث (جثث الحماةالثلاثة والغزال الذي فارق الحياة بينما كان الثلاثة يصرع بعضهم بعضا في سبيل انقاذه)
ويقف الثعلب عند الجثث , واذا بنفحات السرور تتحول الى رياح يطير بها مستبشرا فرحا , فيضحك حينها الثعلب بصوت عالي وتزداد ضحكاته مدوية في الافاق وهو يقول( لقد انتصرت....لقد انتصرت) نعم لقد نجح الثعلب, بل لقد كان له اكثر مما اراد , لقد كان يريد تفريقهم فقط, واذا بهم يفترقون بالموت جميعا ويعلو صوت الثعلب والقهقهات لاتفارق ثغره, وهو يتجول منتشيا بنصره الذي حقق في المكان, فاقدا الاحساس بالزمان
ابشر ايها الثعلب فقد ربحت المعركة , و انهيت على اسباب احقادك وغلك , فأرضيت خسة نفسك , واعطاك خبثك اكثر مما طلبت , وغنمت بمكرك اكثر مما تصورت
لايزال الثعلب منتشيا بفوزه ,فما انقطع ذهابا وايابا , فلقد افقده الفرح الذي اجتاح كيانه , افقده زمام السيطرة على نفسه .
فجأة,,,,,وبالقرب من جثة الغزال الهامدة ,,,,يسقط الثعلب ارضا , وينتابه الم فظيع ,ووجع عظيم, حينها تتبخر كل تلك الافراح وتصير هباءا منثورا ,فلم يعد يشعر الأ بذاك الالم الرهيب
هنا يسأل الثعلب سوألا يريد له جواب على وجه السرعة العمياء -( مالذي حدث؟؟؟؟؟؟؟؟)
ينظر الثعلب الى مصدر الالم , الى قدميه فيراها وقد كبلت بشرك صياد , وعندها يتذكر الثعلب ذلك الشرك الذي وجده بجانب الشرك الذي اوقع بالغزال , فيصيح الثعلب بصوت عالي-( النجدة .......فليساعدني احد ما......اني اهلك من الوجع)
لكن .. من ذاك الذي سينقذه وكل الحماة امام عينيه صرعى بخداعه الابليسي,قتلى بمكره الشيطاني, هلكى بدهائه الجني
مدة قصيرة تمر, ويزداد صراخ الثعلب , ثم يستسلم الثعلب للواقع , ويسلم نفسه للأماني ولسان حاله يقول :-(لعل احد يسير من امامي الان فيراني وينقذني.......ربما بعد قليل .......ربما بعد فترة من الوقت .. ربما بعد فترة من الزمن)
لكن الوقت يمضي . ومامن احد عليه قد مر . وتمضي الساعات الطوال , والدم ما انفك يجري , وألم الجرح في ازدياد وتعاظم.
_(انجدوني.....انقذوني......ارجوكم ) هذه هي الكلمات التي تصدر من ثغره حينها , كلمات خافتات لايستطيع ان يعلي نبراتها , لخطورة وضعه وتأزم حالته
وكعادة اليائس من الحياة , يتمنى ميتة اجلة لا عاجلة , فهاهو يمني النفس بأن يأتي الصياد الذي نصب الشرك ليأخذه منه _حتى ولو قتله وأخذ فرائه _ فالمهم عنده ان ينقذه من تلك الطامة التي اصابته سبحان الله... حتى الصياد لم يأتي في ذلك اليوم , لم ياتي أبدا , وكأنها لعنة أصابت الثعلب جزاءا وفاقا لما اقترفت يداه من فظائع
هاهي لحظاته الاخيرة تقدم عليه, وماهي الأ قاب قوسين أو ادنى حتى يفارق الحياة قدمت عليه حينها , فسألته والسخرية مرتسمة على وجهي:-(يا ثعلب....يامن غلبت بمكرك السباع...يامن أرتضيت لنفسك الخديعة والنفاق ......فكفرت بالطيبة ومحاسن الأخلاق .....قل لي بالله عليك...هل نفعتك خديعتك؟...وهل أغنى نفاقك عن مصابك الساعة؟)
لم يجبني, ولم تنبت بكلمة شفتاه, لأنه وقتها قد فارق الحياة ,,, ولو كان حيا بماذا تراه سيجيب؟؟؟.
نعم.. هذا هو مصير المنافقين, وماّل الوشاة, ونهاية المخادعين, , يعيشون مهمومين حاقدين. ويموتون أذلاء منبوذين مشردين
فيا اخي , لاترضى لنفسك بالنفاق,فتكن نهايتك اجاج في المذاق
وعليك بالطيبة في حياتك فالتزمها,والقناعة فألبسها
وأرض بما كتب الله لك, ولاتمدن عينيك لما اعطى الله غيرك
وأعلم أنما الدنيا دار ابتلاء وكل مافيها الى فناء , والله عنده خير وبقاء | |
|