بسم الله الرحمن الرحيم
في الأعوام الصعبة ، السنين العجاف ، زمن الانحطاط في الفريق الملكي ، زمن لا دوري فيه و كأس و لا انتصارات متتالية ، زمنٌ غاب فيه كابتن الفريق الملكي عن التميز ، و أصبح مهاجماً عادياً يسجل أهداف قليلة ، و تَنْدُرُ لمساته الساحرة في البرنابيو ، كنت أسأل نفسي دائماً ، هل ستعود يوماً يا راوول ؟ هل سيعود ألقك ؟ هل سأراك مجدداً في صدارة الهدافين تقود فريقك إلى منصات التتويج ؟
كنت أُجاوب نفسي دائماً ، ربما انتهى زمانه ، ربما أعطى كل شيءٍ لديه ، ربما لن يعود كما كان دوماً ، مهاجماً رائعاً صاحب الرأسيات الرائعة و الرجل اليُسرى المميزة ، مُثَبِتُ الحُرَاسْ ، راوول الذي كان يسجل أهدافاً يستحيل على غيره تسجيلها ، و يتحرك تحركاتٍ تضع الدفاع في حيرة ، كان يسجل بكل الطرق ، بالرأس و بالقدمين ، منفرداً بالحارس أو بعيداً عنه ، كُراتٍ أرضية أو هوائية .
و مع بداية الموسم الإسباني و منافسات دوري الأبطال كان راوول يفاجئني ، يسحرني ، يدهشني ، يذكرني بزمانه و روعته ، قلت في نفسي سيتوقف قريباً ، لم يتوقف ! ، أكمل مسيرته و وصل أخيراً إلى مكانه المعهود ، مكانٌ غاب عنه كثيراً بعد أن شغله مراراً و تكراراً ، مكان أمثال راوول ، في مقدمة الهدافين ، لا في القاع ، أول هدافي الفريق الملكي و أول هدافي الدوري .
راوول المهاجم الأسطوري للفريق الملكي و العائد إلى مستواه الجميل ، ما سبب تميزه كهداف ؟ و ما السر وراء كونه مهاجماً متكاملاً ؟
ما يؤكد أنه رائع هو أن أهدافه الثمانية في الدوري مسجلة بكل الطرق ، سجل بالرأس بارتقاء عالي و جميل ، و سجل من ضربة جزاء ، و سجل من ضربة حرة مباشرة نفذها بطريقة رائعة ، سجل من تسديدة من خارج منطقة الجزاء ، و سجل من داخل منطقة الجزاء ، انفرد بالحارس و سجل ، بكل الطرق راوول يسجل و هذا ما يميز المهاجم الرائع ، و الذي و إن انخفض مستواه تتأكد أنه سيعود يوماً .
و هنا سأذكر مواصفات راوول و التي تميزه عن باقي مهاجمي العالم :
1- ذكاءه قبل كونه لاعب كرة قدم .
2- تحركه الجيد في الملعب ، و إمكانية اللعب في عدة مراكز ، و عودته إلى الوراء لاستلام كرة .
3- تسديده بكلتا القدمين ، و بنفس السوية .
4- ارتقاءه الجميل و قوة التحكم بالكرات الرأسية .
5- تفاهمه الجيد مع مهاجم الفريق الثاني و إمداده ببعض الكرات .
6- مهاراته و سرعته الجيدة ، سرعة تصرفه أمام المرمى ، تمريراته الحاسمة لزملائه ، ثقته بقدراته .
7- أخلاقه الرفيعة و لعبه النظيف .
غيبه أراغونيس عن المنتخب و كان محقاً في ذلك ، و لكنه سيكون في قمة الخطأ إن لم يعد له قميصه ( 7 ) و شارة القيادة .
فهو هداف الهدافين ، و ملك اللاعبين .
أهداف لن أنساها لراوول :
- هدفه بالرأس مع المنتخب الإسباني ضد المنتخب الصربي في تصفيات كأس العالم 2006 و انتهت المباراة بنتيجة 1-1 .
- أهدافه الثلاثة في مرمى بلد الوليد منذ خمس مواسم بالدوري ( هدف من فوق الحارس - هدف بالكعب على الطائر - هدف من إنفرادة مع الحارس ) و انتهت المباراة بنتيجة 7-2 .
- هدفه بالرأس من فوق حارس أتلتيكو مدريد بالبرنابيو منذ خمس مواسم بالدوري و انتهت المباراة بنتيجة 2-0 .
- أهدافه الثمانية بالدوري إلى الآن و بالأخص الضربة الحرة المباشرة .
و الكثير الكثير
كم أنت كبير يا راوول
<< غير منقول و من كرهي لراوول >>